للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والذي نعتقده أن السؤال هنا سؤال تعداد النعم وإعلام بالامتنان بها وإظهار الكرامة بإسباغها لا سؤال توبيخ وتقريع ومحاسبة، ذكره في شرح مسلم (١).

قوله: فكبر ذلك على أصحابه، أي: عظم عندهم موقعه.

قوله: فأتاه من الغد فأعطاه وليدته، فالأنثى وليدة، والجمع ولائد، وقد تطلق الوليد على الجارية والأمة وإن كانت كبيرة، ومنه الحديث: "تصدقت على أمي بوليدة" (٢) يعني جارية [صغيرة، والولائد: الوصائف وفيه فوائد] جمة، تقدم ذكرها، وفيه بيان ما كان عليه -صلى الله عليه وسلم- هو وأصحابه من التقلل من الدنيا وإيثار ضيق العيش، وسيأتي الكلام على ذلك مبسوطا في الزهد في الدنيا إن شاء الله تعالى.

٣٢٧٣ - وَرُوِيَ عَن حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان قَالَ تعشيت مَعَ أبي بردة -رضي الله عنه- فَقَالَ أَلا أحَدثك مَا حَدثنِي بِهِ أَبُو عبد الله بن قيس -رضي الله عنه- قَالَ قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- من أكل فشبع وَشرب فَروِيَ فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أَطْعمنِي وأشبعني وسقاني وأرواني خرج من ذنُوبه كَيَوْم وَلدته أمه رَوَاهُ أَبُو يعلى قَالَ الْحَافِظ وَفِي الْبَاب أَحَادِيث كَثِيرَة مَشْهُورَة من قَول النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- لَيست من شَرط كتَابنَا لم نذكرها (٣).


(١) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٢١٤).
(٢) أخرجه مسلم (١٥٨ و ١٥٩ - ١١٤٩)، وأبو داود (١٦٥٦) و (٢٨٧٧) و (٣٣٠٩) واللفظ له، وابن ماجه (١٧٥٩) و (٢٣٩٤)، والترمذي (٦٦٧) و (٩٢٩) عن بريدة.
(٣) أخرجه أبو يعلى (٧٢٤٦)، ومن طريقه أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٤٧٣). وقال الهيثمي في المجمع ٥/ ٢٦: رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه. وقال الألباني: موضوع الضعيفة (١١٤١) وضعيف الترغيب (١٣٠٤).