للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشرف والمنزلة فأحب مجالسة الملوك وأبناء الدنيا فأحب أن يشاركهم فيما هم من رخاء عيشهم من منزل بهي ومركب هني وخادم سري ولباس لين وفراش ناعم وطعام شهي وأحب أن يغشي بابه وأن يُسمع قوله ويُطاع أمره فلم يقدر عليه إلا من جهة القضاء فطلبه فلم يمكنه إلا ببذل دينه فتذلل للملوك وأتباعهم فخدمهم بنفسه وأكرمهم بماله وسكت عن قبيح ما ظهر من مناكرهم على أبوابهم وقولهم وفعلهم ثم زين لهم كثيرا من قبيح فعالهم بتأوله الخطأ ليحسن موقعه عندهم فلما فعل هذا مدة طويلة، واستحكم فيه الفساد ولوه القضاء فذبح بغير سكين فصارت له عليه منة عظيمة ووجب عليه شكرهم فألزم نفسه ذلك لئلا يغضبهم عليه فيعزلوه عن القضاء ولم يلتفت إلى غضب مولاه فقطع أموال اليتامي والأرامل والفقراء والمساكين وأمال الوقت والمجاهدين وأهل الشرف بالحرمين وأموالا يعود نفعها على جميع المسلمين فأرضى به الكاتب والحاجب والخادم فأكل الحرام وكثر الداعي عليه بالويل لمن أورثه علمه هذه الأخلاق هذا العلم الذي استعاذ منه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر أن يستعاذ منه، وهذا العلم الذي قال فيه - عليه السلام -: "إن أشد الناس عذابا يوم القيامة لم ينفعه الله بعلمه" وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع" وكان - عليه السلام - يقول: "اللهم إني أسألك علما نافعا وأعوذ بك من علم لا ينفع" هذا كله من كلام الإمام أبي بكر الآجري رحمه الله وكان في أوائل الثلاثمائة ولم يزل الفساد يتزايد على ما ذكره أضعافًا مضاعفة ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومن دقيق آفات حب الشرف بطلب