للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأنشد بعض قضاة العدل (١):

وليت القضاء وليت القضاء ... لم يك شيئا توليته

وواقعني القضاء في القضاء ... وما كانت قدما تمنيته

قال: وسمعت سيدنا شيخ الإسلام متع الله بحياته الأنام قاضي القضاة بدر الدين بقية العلماء العاملين غير مرة يقول لولا الحياء من السلطان لإحسانه وخشية تغير خاطره لم أقم في الحكم إلى الظهر ويحلف على ذلك ولقد قلت له بقاء سيدنا للمسلمين ينفع ويحصل له به أجر كثير فقال لو خرجت منه بإثم يسير فهو خير فانظر أرشدك الله كيف السلف والخلف ففروا منه وأبعدوا كل البعد عنه مع كمال الحلال وسماع المقال.

قال الشيخ الإمام زين الدين بن رجب الحنبلي (٢): وقد صنف أبو بكر الآجري وكان من العلماء الربانيين مصنفا في أخلاق العلماء وآدابهم وهو من أجل ما صنف في ذلك ومن تأمله علم منه طريقة السلف من العلماء والطريق التي أحدثت بعدهم المخالفة لطرائفهم فوصف فيه عالم السوء بأوصاف طويلة منها أنه قال قد فتنه حب التنافس في الشرف والمنزلة عند أهل الدنيا يتجمل بالعلم كما يتجمل بالحلة الحسناء للدنيا ولا يحمل علمه بالعمل به وذكر كلاما مطولا إلى أن قال: فهذه الأخلاق وما يشبهها تغلب على قلب من لم ينتفع بالعلم فبينما هو مقارب لهذه الأخلاق إذ رغب نفسه في حب


(١) مغنى المحتاج (٦/ ٢٦٠) والنجم الوهاج (١٠/ ١٣٦) والقائف هو شرف الدين بن عين الدولة.
(٢) شرح حديث ما ذئبان جائعان من مجموع رسائل ابن رجب (ص ٧٢ - ٧٣).