للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وعن بريدة - رضي الله عنه -[هو بريدة بن الحصيب رضى الله عنه تقدم الكلام عليه].

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار" تحذير من القضاء، والقضاء من المناصب والولايات الدينية وهو فرض كفاية على الناس كالإمامة الكبرى حفظا لحقوقهم وحراسة لأمورهم من الانحلال، وكل ذم أو وعيد ورد فيهما فهو راجع إلى من فرط أو أساء في تصرفاتهما والله أعلم، قاله في شرح الإلمام (١)، فانظر كيف جعل في الجنة من الثلاثة واحد، وإذا صفا لك من زمانك واحد فهو المراد، فأين ذلك الواحد، أما اللذان هما من أهل النار أحدهما ينصب نفسه للقضاء وليس بأهل له لجهله بالعلم فيخلط ويشوب الحلال بالحرام ويبدل فهو في النار لأنه أحل ما حرم الله وحرم ما أحل الله من الفروج والدماء والأموال، أ. هـ.

قال العلماء (٢): كل من ليس بأهل للحكم فلا يحل له الحكم وإن حكم فهو آثم ولا ينفذ حكمه سواء وافق أم لا لأن إصابته اتفاقية ليست صادرة عن أصل شرعي فهو عاص في جميع أحكامه سواء وافق الصواب أم لا وهي مردودة كلها ولا يعذر في شيء من ذلك والله أعلم ذكره الشيخ تقي الدين الحصني والقاضي.


(١) الإلمام (٢/ ١٥٨).
(٢) كفاية الأخيار (١/ ٥٤٩) وقمع النفوس - خ (لوحة ٥٦) للحصنى، وإكمال المعلم (٥/ ٥٧٢) للقاضى عياض، وشرح النووي على مسلم (١٢/ ١٤).