للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بالذكر ولا بالقراءة ولا يفعلون ذلك جماعة (١).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ويتدارسونه بينهم" يشعرك بأنه ليس المراد يجتمعون للتلاوة صوتا واحدًا متراسلين لأن الدراسة إنما تكون تلقينًا أو عرضًا، وهذا هو المروي عنهم، وأما الاجتماع على صوت واحد فليس بمروي عنهم، وقال أبو مصعب وإسحاق بن محمد الفروي: سمعنا أنس بن مالك يقول: الاجتماع يكره بعد صلاة الفجر لقراءة القرآن، بدعة ما كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا العلماء بعدهم على هذا، كانوا يخلوا كل بنفسه ويقرأ ويذكر ثم ينصرفون (٢)، وقد ذكر ابن بطال في شرح البخاري عن العلماء أنهم قالوا: الأحاديث الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحتاج فيها إلى معرفة تلقي الصحابة لها، كيف تلقوها من صاحب الشريعة فإنهم أعرف بالمقال وأنقد بالحال، قال النووي: وفي هذا الحديث دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد، وهو مذهبنا ومذهب الجمهور، وقال مالك: يكره وتأوله بعض أصحابه، ويلتحق بالمسجد في تحصيل هذه الفضيلة الاجتماع في مدرسة أو رباط ونحوهما، ويكون الحديث خرج مخرج الغالب (٣).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إلا حفتهم الملائكة" يلتفون بهم ويدورون حولهم للتبرك


(١) انظر جامع العلوم والحكم (٣/ ١٠٢٠ - ١٠٢١)، والمدخل (١/ ٩١).
(٢) انظر جامع العلوم والحكم (٣/ ١٠٢١ - ١٠٢٢)، والمدخل (١/ ٩٢).
(٣) انظر المدخل (١/ ٩٠)، وشرح الصحيح (٣/ ٢٦٨) لابن بطال، وشرح النووي على مسلم (١٧/ ٢١ - ٢٢).