للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والرغبة فيما عندهم (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ونزلت عليهم السكينة" قيل: المراد بالسكينة هنا الرحمة وهو الذي اختاره القاضي عياض وهو ضعيف لعطف الرحمة عليهم، وقيل: الطمأنينة والوقار، وهذا حسن (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وغشيتهم الرحمة" أي: سترتهم ولابستهم، والرحمة ضد القسوة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وذكرهم الله فيمن عنده" يعني: الملائكة المقربين من رحمته المواظبين بالطاعة، ويقرب منه قوله تعالى: "وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه"، ومعنى "فيمن عنده" دنو المنزلة والقرب من رحمة الله تعالى، دل الحديث على فضيلة حلق الذكر وهي: كل جماعة اجتمعوا لله تعالى في قراءة قرآن أو سماع حديثه أو تعلم علم الشريعة. والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه" معناه: أن العمل هو الذي يبلغ العبد درجات الآخرة من الطاعة، فمن أبطأ به عمله أن يبلغ به المنازل العالية عند الله تعالى لم يسرع به نسبه فيبلغه تلك الدرجات، فإن الله تعالى رتب الجزاء على الأعمال لا على الأنساب، فينبغي أن لا يتكل الإنسان على شرف النسب وفضيلة الآباء ويقصر في العمل، وقد أمر الله تعالى بالمسارعة إلى مغفرته ورحمته بالأعمال، قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: يأمر الله بالصراط


(١) النهاية (١/ ٤٠٨).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٧/ ٢١).