للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: "حرم الله عليه الجنة" معنى التحريم هنا المنع، قال القاضي عياض (١): معناه بينٌ في التحذير من غش المسلمين لمن قلده الله تعالى شيئا من أمورهم واسترعاه عليهم ونصبه لمصلحتهم في دينهم ودنياهم فإذا خان فيما ائتمن عليه فلم ينصح فيما قلده إما بتضيعه تعريفهم ما يلزم من دينهم وأخذهم به وإما بالقيام بما يتعين عليه من حفظ شرائعهم والذب عنها لكل متصل أو تضييع حقوقهم أو ترك مجاهدة عدوهم أو ترك سيرة العدل فيهم فقد غشهم.

قال القاضي عياض (٢): وقد نبه - صلى الله عليه وسلم - على أن ذلك من الكبائر الموبقة المبعدة عن الجنة، فهذا الحديث حاصله أنه يحتمل وجهين، أحدهما: أن يكون مستحلا لغشهم فتحرم عليه الجنة ويخلد في النار، والثاني: أن لا يستحل فيمنع من دخول الجنة أو وهلة مع الفائز.

وفي قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته" الحديث، فهو محمول على أحد أمرين إما على جنة مخصوصة من أشرف الجنان وإما على الدخول معهم عند ابتداء دخولهم فكأنه يؤخر للحساب والعذاب انتهى قاله المنذري في الحواشي (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يموت يوم يموت وهو غاش رعيته" الحديث، الغاش الظالم الخائن ففيه دليل على أن التوبة قبل حالة الموت نافعة (٤).


(١) إكمال المعلم (١/ ٤٤٦).
(٢) المصدر السابق (١/ ٤٤٦ - ٤٤٧)، وشرح النووي على مسلم (٢/ ١٦٦).
(٣) كشف المشكل (٢/ ٤٠).
(٤) شرح النووي على مسلم (١٢/ ٢١٥).