للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وجه التعدي في نفس أو عرض أو مال قال المهلب: هذه الظلمات لا تعرف كيف هي إن كانت من عمى القلب أو هي ظلمات على البصر وعليه يدل القرآن (١).

وقال في المفهم أيضًا (٢): ظاهره أن الظالم يعاقب يوم القيامة بأن يكون في ظلمات متوالية يوم يكون المؤمنون في نور يسعى بين أيديهم وبأيمانهم حتى يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم فيقلا لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا.

قال القاضي عياض (٣): قيل هو على ظاهره فيكون ظلمات على صاحبه لا يهتدي يوم القيامة سبيلًا حيث يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم، ويحتمل أن الظلمات هنا الشدائد والأهوال التي تكون فيها وبه فسر قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (٤) أي: شدائدهما وآفاتهما ويحتمل أنها عبارة عن الإنكال والعقوبات، والله أعلم.

قال بعض العارفين لرجل تعدى عليه وظلمه: إن كنت ظالما فالذي سلطك علي ليس بظالم (٥).


(١) شرح الصحيح (٦/ ٥٧٦) لابن بطال.
(٢) المفهم (٢١/ ٩٧).
(٣) إكمال المعلم (٨/ ٤٨).
(٤) سورة الأنعام، الآية: ٦٣.
(٥) مدارج السالكين (٢/ ٣٠٣).