للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم" الحديث، قال القاضي عياض (١): يحتمل أن هذا الهلاك هو الهلاك الذي أخبر عنهم به في الدنيا بأنهم سفكوا دماءهم، ويحتمل أنه أهلكهم في الدنيا والآخرة، أ. هـ.

والشح في اللغة هو البخل وشدة الحرص يقال رجل شحيح وشحاح والاسم الشح [بالضم]، وقيل: الشح عام كالجنس والبخل خاص في أفراد الأمور كالنوع له (٢).

والشح هو الحرص الشديد الذي يحمله على ارتكاب المحارم من سفك الدماء وأكل الربا وأخذ الحرام وإتيان الفواحش (٣)، أ. هـ.

وقال الشيخ زين الدين بن رجب (٤): الشح هو إمساك الإنسان ما في يده والشح تناول ما ليس له ظلما وعدوانا من مال وغيره حتى قيل إن المعاصي كلها من الشح وبهذا فسر ابن مسعود وغيره من السلف اشخ والبخل ومن ها هنا تعلم معنى حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يجتمع الشح والإيمان في قلب مؤمن" والحديث الآخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أفضل الإيمان الصبر والسماحة" وفسر الصبر بالصبر على المحارم والسماحة بأداء الواجبات، وقد يستعمل الشح بمعنى البخل وبالعكس لكن الأصل هو


(١) إكمال المعلم (٨/ ٤٨).
(٢) مشارق الأنوار (٢/ ٣٤٥) ومطالع الأنوار (٦/ ١٩).
(٣) شرح المصابيح (٥/ ٣٥٧).
(٤) مجموع رسائل ابن رجب (ص ٧٠).