للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب" الحديث، أرض العرب الحجاز، قال الشافعي: الحجاز مكة والمدينة واليمامة ومخاليفها كلها أي قراها (١) قال الأصمعي: سمي حجازًا لأنه حجز بين نجد وتهامة وهما منه حكاه الروياني في البحر (٢) وقال الراغب (٣): سمي حجازا لكونه حاجزا بين الشام وبين البادية والحجاز حبل شديد من حفر البئر إلى رفعه، وحكى الرافعي: عن الكلبي أن حدود الحجاز ما بين جبل طيء من أطراف العراق، وعن الحربي: أن تبوك وفلسطين من الحجاز قاله الزركشي (٤) ومعنى "إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في أرض العرب" المراد بعبادة الشيطان عبادة الصنم لأنه الداعي إليه بدليل قوله تعالى عن إبراهيم: {يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} (٥) وكان يعبد الأصنام ومعنى يئس أي يئس من عبادة غير الله من صنم وغيره في أرض الحرم إلى يوم القيامة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولكنه سيرضى منكم بدون ذلك بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيامة" الحديث، الموبقات المهلكات أي رضى منكم بما سوى الكفر من الذنوب التي تحقرونها وترتكبونها فإن المعاصي الصغائر تجر إلى الكبائر ولهذا قيل إن المعاصي بريد الكفر وإلى ذلك أشار بقوله تعالى:


(١) الأم (٤/ ١٨٧)، والأوسط (١١/ ٢٧) والتهذيب (٧/ ٥١٣) وبحر المذهب (٢/ ٣٢٣).
(٢) بحر المذهب (١٣/ ٣٨٥).
(٣) المفردات في غريب القرآن (ص ٢٢١).
(٤) الحاوي (١٤/ ٣٣٨)، وكفاية النبيه (١٧/ ٧١).
(٥) سورة مريم، الآية: ٤٤.