وكان وفاتها قبل وفاة إبراهيم بعد مضي سبع وثلاثين سنة من عمر ولدها إسحاق ودفنها في مزرعة جيرون من الشام، أ. هـ.
فهذا الحديث يشتمل على أعمال الدين ومكارم الأخلاق التي يستعملها أهل التقوى والورع ولو أن امرءًا حفظه واشتغل باستعماله لكفاه عمره.
قوله:"وعلى العاقل أن يكون له ساعات، فساعة يناجي فيها ربه" أي يخاطبه "وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر فيها في صنع الله عز وجل وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب" وفي هذا الحديث بعد ذلك "أو لذة في غير محرم" وقال ابن رجب (١): "وساعة يخلو بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل" فإن في هذه الساعة عونا له على تلك الساعات وفضل بلغة واستجماما للقلوب يعني ترويحا لها ومتى نوى المؤمن بتناول شهواته المباحة التقوى على الطاعة كانت شهواته له طاعة يثاب عليها كما قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، يعني أنه ينوي بنومته التقوى على القيام آخر الليل فيحتسب ثواب نومه كما يحتسب ثواب قيامه، أ. هـ.
قوله:"وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث تزود لمعاد" الظاعن من الظعن السفر، وفي بعض الآثار السفر بعيد التزود يريد يبعد السفر كون منزل الإقامة الذي إليه السفر وهو الجنة لا يبلغه المسافر إلا بزاد وافر من التقوى والعمل الصالح قاله شارح الأربعين الودعانية.
قوله:"ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه" والذي يعنيه هو [ما يتعلق بضرورة حياته في معاشه، وسلامته في معاده، وذلك يسير