للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من بدا جفا ومن تبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن" الحديث، بدا بالدال المهملة يعني من سكن البادية جفا، والجفاء غلظ القلب، وأهل البادية هم الأعراب ويغلب فيهم الجهل والجفاء، والبادية والبدو بمعنى وهم ما عدا الحاضرة والعمران، والنسبة إليها بدوى والبداوة الإقامة بالبادية وهي بكسر الباء عند جمهور أهل اللغة وقال أبو زيد هي بفتح الباء، قال ثعلب: لا أعرف البداوة بالفتح إلا عن أبي زيد وقال أبو عمرو غلام ثعلب معناه من سكن البادية غلظ طبعة لقلة مخالطة الناس وصار جافيا بعيدا عن الطباع ومكارم الأخلاق وتقول منه: بدوت أبدو إذا أتيت البادية فاعتزلت عن الناس وحضرت إذا أتيت الحاضرة ويروي الحضارة وهي الأمصار (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن تبع الصيد غفل" يعني أنه يشغله عن الجماعة وحضور مجالس الذكر للاشتغال بالصيد ومعناه أنه يغفل قلبه ويستولي عليه محبته حتى يصده عن الخيرات فكأن قلبه غفل لا سمة عليه ولا أثر من عمل صالح ومنه يقال بعير غفل أي لا سمة عليه ولا أثر.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن أتى أبواب السلطان افتتن" وأما الفتنة بالقرب من السلطان فلأنه أن وافقه فيما يأتيه خاطر بدينه وإن لم يوافقه خاطر بدنياه، أ. هـ، ذكره صاحب التنقيح (٢)، وعن قتادة أن ابن مسعود قال: إن على


(١) الصحاح (٦/ ٢٢٧٨)، والفائق (١/ ٨٧)، وشرح النووي على مسلم (١/ ١٦٩)، والنهاية (١/ ١٠٨) و (١/ ٢٨١).
(٢) كشف المناهج والتناقيح (٣/ ٢٨٦).