للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبواب السلاطين فتنا كمبارك الإبل والذي نفسي بيده لا تصيبون من دنياهم شيئًا إلا أصابوا من دينكم مثله (١).

وقال وهب بن منبه: إن جمع المال وغشيان السلطان لا يبقيان من حسنات المرء إلا كما يبقيان ذئبان جائعان ضاريان سقطا في حظار فيه غنم يجوسان حتى أصبحا (٢).

وقال الفضيل: ما عمل عندي أرجي من بغض هؤلاء يعني السلاطين الظلمة.

وقال أبو حازم: إن العلماء كانوا يفرون من السلطان ويطلبهم وأنهم اليوم يأتون أبواب السلطان والسلطان يفر منهم (٣).

قال الإمام أبو عبد الله القرطبي (٤): قال علماؤنا معنى هذا كله في السلطان الجائر الفاسق فأما العدل منهم الفاضل فمداخلته ورؤيته وعونه على الصلاح من أفضل أعمال البر، ألا ترى أن عمر بن عبد العزيز إنما كان يصحبه جلة العلماء مثل عروة بن الزبير وطبقته وابن شهاب وطبقته وقد كان ابن شهاب يدخل إلى عبد الملك وبنيه من بعده وكان ممن يدخل على السلطان الشعبي وقبيصة بن ذؤيب والحسن وأبو زياد ومالك بن أنس


(١) أخرجه عبد الرزاق في الجامع (٢٠٦٤٤).
(٢) جامع بيان العلم وفضله (١/ ٦٣٩).
(٣) تاريخ ابن أبي خيثمة (٢٧١٢ و ٢٧١٣)، وجامع بيان العلم وفضله (١/ ٦٣٥).
(٤) هذا كلام ابن عبد البر كما في جامع بيان العلم وفضله (١/ ٦٤٤).