للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: عن أنس، تقدم الكلام على مناقبه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب" الحديث، وذكر أبو عمر في كتاب العلم، وقال في بعض طرقه: "اطلبوا العلم ولو بالصين" فهذا الحديث يدل على أن طلب العلم فرض على كل مكلف ذكرا أو أنثى، فالحديث شامل لفرض العين وفرض الكفاية، ومعلوم أن فرض الكفاية لا يجب على الجميع، فظاهره مشكل لكن الصحيح في الأصول أن فرض الكفاية يخاطب به الجميع ثم يسقط بفعل البعض، فذهب الإشكال، والله أعلم، واعلم أن طلب العلم فريضة على قدر ما يحتاج إليه الإنسان في خاصة نفسه من أحكام الطهارة والصلاة والزكاة إن وجبت والحج إن استطاع إليه سبيلا دون فروض الكفايات، فتعلم أحكامه فرض عين لابد لكل مكلف من معرفته وأمر معاشه ما له بد من بيع وشراء ونحو ذلك، قال السيد الجليل الزاهد مالك بن دينار: من طلب العلم لنفسه فالقليل منه يكفيه، ومن طلب للناس فحوائج الناس كثيرة (١).

وقال النووي في مقدمة شرح المهذب (٢): فرض العين هو تعلم المكلف ما لا يتأدى الواجب الذي يتعين عليه فعله إلا به ككيفية الوضوء والصلاة ونحوها، وفيه جماعات الحديث المروي في مسند أبي يعلى الموصلي هو


(١) جامع بيان العلم (١/ ٥٣٨).
(٢) المجموع (١/ ٢٤ - ٢٥).