حديث أنس:"طلب العلم فريضة على كل مسلم" وهذا الحديث وإن لم يكن ثابتًا فمعناه صحيح، وحمله آخر على فرض الكفاية؛ وأما أصل واجب الإسلام وما يتعلق بالعقائد فيكفى فيه التصديق بكل ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعتقاده اعتقادًا جازمًا سليمًا من كل شك، ولا يتعين على المصدق تعلم أدلة المتكلمين، هذا هو الصحيح الذي عليه السلف والفقهاء المحققون من المتكلمين وغيرهم، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يطالب أحدا بشيء سوى ما ذكرناه وكذلك الخلفاء ومن سواهم من الصحابة فمن بعدهم من الصدر الأول، بل الصواب للعوام وجماهير الفقهاء والمتفقهين الكف عن الخوض في دقائق الكلام مخافة من الاختلاط، انتهى. وقال ابن عبد البر (١): قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض عين على كل امرئ في خاصة نفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه عن أهل ذلك الموضع، والذي يلزم الجميع فرضه ولا يسع الإنسان جهله الشهادة باللسان والإقرار بالقلب بأن الله وحده لا شريك له ولا شبيه له ولا مثل، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد والشهادة بأن محمدًا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه حق وأن البعث بعد الموت حق وأن القرآن كلام الله وما فيه حق من عند الله يجب الإيمان بجميعه وأن الصلوات الخمس فرض، ويلزمه من عملها ما لا يتم إلا به من طهارتها وسائر أحكامها، وأن صوم رمضان فرض ويلزمه علم ما يفسد صومه وما لا يتم إلا به، وإن كان ذا مال لزمه فرضا أن يعرف ما