للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إطلاق الطير على الواحد وهذا الحديث جار على تلك اللغة (١).

قوله: وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، أي: كل واحدة لا تصيب، والخاطئة ها هنا بمعنى المخطئة وهو بهمز أي لم تصب المرمى، وخاطئة لغة والأفصح مخطئة يقال لمن قصد شيئا فأصاب غيره غلطا أخطأ فهو مخطئ وفي لغة قليلة خطأ فهو خاطئ، وهذا الحديث جار على اللغة الثانية حكاها أبو عبيد والجوهري وغيرهما (٢).

قوله: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن من اتخد شيئا فيه الروح غرضا" وفي رواية: "لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضًا" أي لا تنصبوا ما فيه الروح لترموه والغرض هو ما تنصبه الرماة يقصدون إصابته من قرطاس وغيره، قاله الحافظ المنذري، قال العلماء: معنى الحديث "لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا" أي لا تتخذوا الحيوان الحي غرضا ترمون إليه كالغرض من الجلود وغيرها وهذا النهي للتحريم ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في رواية ابن عمر: "لعن الله من فعل هذا" ولأنه تعذيب للحيوان وإتلاف لنفسه وتضييع لماليته وتفويت لذكاته إن كان مذكى ولمنفعته إن لم يكن مذكى (٣) وقد عده العلماء من الكبائر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن فاعله (٤).


(١) شرح النووي على مسلم (١٣/ ١٠٨).
(٢) المصدر السابق (١٣/ ١٠٩).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٣/ ١٠٨).
(٤) عده الذهبي في الكبائر (ص ٢٠٥)، وابن النحاس في تنبيه الغافلين (ص ١٩٥).