للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تعرش، الحديث، الحمرة بضم الحاء وتشديد الميم ضرب من الطير كالعصفور الواحدة حمرة يكون كدرا وقد تخفف الميم فيقال حمر وحمرات (١)، وحكم هذا الطائر الحل بالإجماع لأنها من نوع العصفور (٢).

وقوله: فجاءت تعرش، بضم المثناة من فوق وفتح العين المهملة وكسر الراء المشددة وبالشين المعجمة أي ترتفع وتظلل قاله في الصحاح، وقيل: تعرش أي ترفرف بالفاء مأخوذ من فرش الجناح وبسطه أي ترتفع فوقهما وتظلل عليهما ومنه أخذ العريش (٣).

قوله: فقال: "من فجع هذه بولديها ردوا ولديها إليها" والحكمة في الأمر برد الفرخ أنه يحتمل أنهم كانوا محرمين أو لأنها لما استجارت به أجارها وكان الإرسال في هذه الحالة واجبا (٤)، وروي أبو داود الطيالسي والحاكم وقال صحيح الإسناد عن ابن مسعود قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فدخل رجل غيضة فأخرج منها بيض حمرة فجاءت الحمرة ترف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أيكم فجع هذه" فقال رجل: أنا يا رسول الله أخذت بيضها، وفي رواية الحاكم: "فرخها" فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ردوه رحمة لها".


(١) تحفة الأبرار (٢/ ٤٩٨).
(٢) حياة الحيوان (١/ ٣٧٤).
(٣) معالم السنن (٢/ ٢٨٣)، والنهاية (٣/ ٤٣٠).
(٤) حياة الحيوان (١/ ٣٧٤).