للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَزِيرًا (٣٥)} (١) ومن السنة الحديث المذكور، واختلف الناس في اشتقاق هذا الاسم على ثلاثة أوجه أحدها: أنه مأخوذ من الوزر وهو الملجأ ومنه قوله تعالى: {كَلَّا لَا وَزَرَ (١١)} (٢) أي لا ملجأ فالملك يلجأ على رأي الوزير ومعرفته وتدبيره، وثالثها: انه مأخوذ من الأزر وهو الظهر ومنه قوله تعالى في قصة موسى - عليه السلام -: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١)} (٣) أي: قوي ظهري فالملك يقوي بالوزير كقوة البدن بالظهر والله أعلم (٤).

[وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض)] فالوزير هو الذي يؤازره فيحمل عنه ما حمله من الأثقال والذي يلتجيء الأمير إلى رأيه وتدبيره فهو ملجأ له ومفزع الأمير أو السلطان (٥)، أ. هـ.

٣٤٦٨ - وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي هُرَيْرَة - رضي الله عنهما - أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ مَا بعث الله من نَبِي وَلَا اسْتخْلف من خَليفَة إِلَّا كَانَت لَهُ بطانتان بطانة تَأمره بِالْمَعْرُوفِ وتحضه عَلَيْهِ وبطانة تَأمره بِالشَّرِّ وتحضه عَلَيْهِ والمعصوم من عصم الله رَوَاهُ البُخَارِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن أبي هُرَيْرَة وَحده وَلَفظه قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مَا من وَال إِلَّا وَله بطانتان بطانة تَأمره بِالْمَعْرُوفِ وتنهاه عَن


(١) سورة الفرقان، الآية: ٣٥.
(٢) سورة القيامة، الآية: ١١.
(٣) سورة طه، الآية: ٣١.
(٤) الأحكام السلطانية (ص ٥٣) للماوردي.
(٥) النهاية (٥/ ١٨٠).