للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كبيرة بين أن تكون بحق عظيم أو حقير (١).

قوله: وكان متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت، فجلوسه للاهتمام بهذا الأمر وهو يعيد تأكيد تحريمه وعظم قبحه فدل الحديث على تعظيم إثم شهادة الزور وكثرة التساهل فيها فأكد ذلك فإن التكرار يفيد التأكيد لا سيما وكان متكئا فجلس تعظيما لشأنها ومبالغة في التحذير منها واهتماما بتبليغها (٢).

وأما قولهم: "ليته سكت" إنما قالوه وتمنوه شفقة على رسول الله وكراهة لما يزعجه ويغضبه من شدة المبالغة في ذلك (٣). وفيه ما كانوا عليه من تعظيمه - عليه السلام - ومحبته والشفقة عليه حتى يودوا لو فدوه بأنفسهم (٤).

ففيه الدليل على عظيم أمرها وإنما كررها لعظم مفسدتها وعظم المفسدة من وجهين، أحدهما: ذكر بعضهم أن شاهد الزور يهلك ثلاثة نفسه والمشهود له والمشهود عليه، الثاني: أن شاهد الزور لما كان متمكنا من الشهادة على الدماء وإهلاك الأنفس والأموال وغيرها وقد تحمله العداوة والحسد على ذلك أغلظ - صلى الله عليه وسلم - في الزجر عنها لعظم مفسدتها وتعدي ضررها (٥)، أ. هـ قاله ابن العماد في شرح عمدة الأحكام.


(١) شرح النووي على مسلم (٢/ ٨٨).
(٢) العدة (٣/ ١٥٧٦ - ١٥٧٧) وشرح النووي على مسلم (٢/ ٨٨).
(٣) العدة (٣/ ١٥٧٧) وشرح النووي على مسلم (٢/ ٨٨).
(٤) شرح النووي على مسلم (٢/ ٨٨).
(٥) رياض الأفهام (٥/ ٣٧٨).