للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المسيب، وأبو عبيدة، وخليفة بن خياط: تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة ثلاث. وروى ابن سعد أنه تزوجه لهلال ذى القعدة سنة خمس من الهجرة، وهى بنت خمس وثلاثين سنة، وكانت قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم طلقها فاعتدت، ثم زوجها إليه سبحانه وتعالى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل فيها: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} (١)، وكانت تفتخر على نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقول: زوجنى الله عز وجل من السماء. وكانت امرأة صناعا تعمل بيدها وتتصدق به في سبيل الله عز وجل، وعن عائشة قالت: يرحم الله زينب بنت جحش، لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف، أن الله عز وجل زوجها نبيه - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا، ونطق به القرآن، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنا ونحن حوله: "أسرعكن بى لحوقا أطولكن باعا"، فبشرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسرعة لحوقها به - صلى الله عليه وسلم -، وهى زوجته في الجنة. قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة، رحمها الله تعالى، ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أراد بطول اليد الصدقة، وكانت زينب امرأة صناع اليد، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل الله. ومناقبها كثيرة.

توفيت سنة عشرين وهى بنت ثلاث وخمسين سنة، ذكره ابن سعد، وأجمع أهل السير أنها أول نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موتًا بعده، ودفنت بالبقيع فيما بين دار عقيل ودار ابن الحنفية، قاله ابن سعد، وصلى عليها عمر بن


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٧.