للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم" الحديث، الأخذ على يد الظالم منعه من الظلم.

قوله: "ولتأطرنه على الحق أطرا" وفي رواية الترمذي: "حتى تأطروهم على الحق أطرا" الحديث، تأطروهم بالهمز وبالطاء المهملة المكسورة في المضارع الساكنة في المصدر، قال الجوهري (١): آطرت القوس آطرها أطرا إذا حنيتها وتأطر الرمح تثني وقد فسره الحافظ فقال: تأطروهم أي تعطفوهم وتقهروهم وتلزموهم باتباع الحق، أ. هـ.

قال ابن النحاس رحمه الله: قلت يعني لا يخلصون من العذاب حتى تأطروهم والأطر الإمالة والتحريف من جانب إلى جانب يعني حتى تمنعوا الظلمة والفسقة عن الظلم والفسق وتميلوهم عن الباطل إلى الحق (٢).

قوله: "فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم بعض" الحديث يعني سود الله قلوب من لم يعص بشؤم من عصى فصارت قلوب الجميع قاسية بعيدة عن الحق من قبول الخير والرحمة بسبب المعاصي وبسبب مخالطة بعضهم بعضا (٣)، أ. هـ.

قال ابن النحاس رحمه الله: قلت في حديث ابن مسعود هذا دليل على أن من لا يستطيع غير لسانه إذا أمر أحدا بمعروف أو نهاه عن منكر ولم يرجع إليه وجب عليه أن يهجره في الله تعالى ولا يؤاكله ولا يشاربه فإذا فعل ذلك


(١) الصحاح (٢/ ٥٨٠).
(٢) هذا كلام المظهرى كما في المفاتيح (٥/ ٢٦٩).
(٣) شرح المصابيح (٥/ ٣٧٥) لابن ملك.