للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بلسانه وأشرك بقلبه، ولو أوفى الكلمة حقها لأنكر المنكر ولم يخف غير ربه تبارك وتعالى والله أعلم قاله ابن النحاس في تنبيهه (١).

٣٤٩٩ - وَعَن حُذَيْفَة -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعت رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُول: تعرض الْفِتَن على الْقُلُوب كالحصير عودًا عودًا فَأَي قلب أشربها نكتت فِيهِ نُكْتَة سَوْدَاء وَأي قلب أنكرها نكتت فِيهِ نُكْتَة بَيْضَاء حَتَّى تصير على قلبين على أَبيض مثل الصَّفَا فَلَا تضره فتْنَة مَا دَامَت السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْآخر أسود مربادًا كالكوز مجخيًا لَا يعرف مَعْرُوفًا وَلَا يُنكر مُنْكرًا إِلَّا مَا أشْرب من هَوَاهُ رَوَاهُ مُسلم وَغَيره قَوْله مجخيًا هُوَ بميم مَضْمُومَةً ثمَّ جِيم مَفْتُوحَة ثمَّ خاء مُعْجمَة مَكْسُورَة يَعْنِي مائلا وَفَسرهُ بعض الروَاة بِأَنَّهُ المنكوس وَمعنى الحَدِيث أَن الْقلب إِذا افْتتن وَخرجت مِنْهُ حُرْمَة الْمعاصِي والمنكرات خرج مِنْهُ نور الْإِيمَان كَمَا يخرج المَاء من الْكوز إِذا مَال أَو انتكس (٢).

قوله: وعن حذيفة -رضي الله عنه- تقدم الكلام عليه.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا" الحديث والفتن جمع فتنة، قال أبو الحسن بن سراج: ومعنى تعرض الفتن أنها تلصق بعرض القلوب أي جانبها كما تلصق الحصير بجنب النائم ويؤثر فيه شدة


(١) تنبيه الغافلين (ص ٩٨ - ٩٩).
(٢) أخرجه أحمد ٥/ ٣٨٦ (٢٣٧٥٢) و ٥/ ٤٠٥ (٢٣٩٢٢)، ومسلم (٢٣١ - ١٤٤)، والبزار (٢٨٤٤)، وأبو عوانة (٢١٣ و ٢١٤)، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٢٧٠ - ٢٧١ و ٤/ ٣٦٩ - ٣٧٠ والمستخرج (٣٦٧ و ٣٦٨ و ٣٦٩)، والحاكم ٤/ ٤٦٨. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.