للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التصاقها به، قال أهل اللغة: أصل الفتنة في كلام العرب الابتلاء والامتحان والاختبار، قال القاضي عياض: ثم صارت في عرف الكلام لكل أمر كشفه الاختبار عن سوء، وقال أبو زيد فتن الرجل يفتن فتونا إذا وقع في الفتنة وتحول من حالة حسنة إلى سيئة والله أعلم، قال أبو الحسن بن سراج: ومعنى تعرض الفتن أنها تلصق بعرض القلوب أي جانبها كما تلصق الحصير بجنب النائم ويؤثر فيه شدة التصاقها به (١).

وقيل: تحيط بالقلوب يقال حصر به القوم أي أطافوا به وقيل هو عرق يمتد معترضا جنب الدابة إلى ناحية بطنها فشبه الفتن بذلك (٢).

وقيل: هو ثوب مزخرف منقوش إذا نشر أخذ القلوب بحسن صنعته فكذلك الفتنة تزين وتزخرف للناس، وعاقبة ذلك إلى غرور، قاله في النهاية (٣)، وقال فيها أيضًا: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير" أي: توضع عليها وتبسط كما تبسط الحصير، وقيل: هو من عرض الجند بين يدي السلطان لإظهارهم واختبار أحوالهم (٤)، أ. هـ.

وقوله: "عودًا عودًا" هذان الحرفان مما اختلف في ضبطهما على ثلاثة أوجه أظهرها وأشهرها عودًا عودًا بضم العين وبالدال المهملة وهو أحد العيدان يعني ما ينسج به الحصير من طاقاته، والثاني: بفتح العين وبالدال


(١) إكمال المعلم (١/ ٤٥١ - ٤٥٢).
(٢) غريب الحديث (٢/ ٣٣٤) للخطابي، وإكمال المعلم (١/ ٤٥٣)، والنهاية (١/ ٣٩٥).
(٣) النهاية (١/ ٣٩٥).
(٤) المصدر السابق (٣/ ٢١٥).