للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المهلمة أيضًا والرواية بالفتح أي مرة بعد أخري، والثالث: بفتح العين وبالذال المعجمة كأنه استعاذ من الفتن ولم يذكر صاحب التحرير غير الأول (١)، قال القاضي عياض: واختار شيخنا أبو الحسن بن سراج فتح العين والدال المهملة وقال معنى عَودًا عَودًا أي تعاد وتكرر على القلب والعود تكرير الشيء شيئًا بعد شيء، قال ابن سراج: ومن رواه بالذال المعجمة فمعناه سؤال الاستعاذة منها كما يقال غفر غفرًا وغفرانك أي نسألك أن تعيذنا من ذلك وأن تغفر لنا (٢).

وقوله: "كالحصير" أي كما ينسج الحصير عودًا عودًا وشظية بعد أخري، قال القاضي عياض: وعلى هذا يترجح رواية ضم العين وذلك أن ناسج الحصير عند العرب كلما صنع عودًا أخذ آخر ونسجه نسبه عرض الفتن على القلوب واحدة بعد أخرى بعرض قضبان الحصير على صانعها واحدًا بعد واحد، قال القاضي عياض: وهذا معنى الحديث عندي وهو الذي يدل عليه سياق لفظه وصحة تشبيهه والله أعلم (٣).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء" الحديث، ومعنى اشربها أي دخلت فيه دخولًا تامًّا وألزمها وحلت منه محل الشراب ومنه قوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ


(١) شرح النووي على مسلم (٢/ ١٧١ - ١٧٢).
(٢) إكمال المعلم (١/ ٤٥٢).
(٣) المصدر السابق (١/ ٤٥٢ - ٤٥٣).