للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وإني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه، الحديث، فقوله: (إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم) وفي بعض النسخ: (بسمعكم) وكله بمعنى أي تظنون أني لا أكلمه إلا وأنتم تسمعون (١).

وقوله: (إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه) الحديث، أي: من أبواب الفتن أي أكلمه طلبا للمصلحة لا تهييجا للفتنة وغرضه أنه لا يريد المجاهرة بالإنكار على الأمراء يعني المجاهرة بالإنكار على الإمراء في الملأ كما جرى لقتلة عثمان وفيه الأدب واللطف بهم ووعظهم سرا وتبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا وهذا كله إذا أمكن ذلك فإن لم يمكن الوعظ سرا والإنكار فليفعله علانية لئلا يضيه أصل الحق ذكره النووي في شرح مسلم (٢).

قوله: ولا أقول لرجل أن كان علي أميرًا إنه خير الناس، بفتح الهمزة الأولى مخففة أي من أجل قاله عياض (٣).

٣٥٠٨ - وَعَن أنس بن مَالك -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي رجَالًا تقْرض شفاههم بمقاريض من النَّار فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيل قَالَ الخطباء من أمتك الَّذين يأمرون النَّاس بِالْبرِّ وينسون أنفسهم وهم


(١) شرح النووي على مسلم (١٨/ ١١٨)، والكواكب الدرارى (١٢/ ١٩٤ - ١٩٥)، وعمدة القارى (١٥/ ١٦٦).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٨/ ١١٨).
(٣) مشارق الأنوار (١/ ٤٣).