للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} (١) الآية، فالهرب الهرب والنجاء والنجاء والتمسك بالصراط المستقيم والسنن القويم الذي سلك السلف الصالح ففيه المتجر الرابح، والصراط المستقم دين الله تعالى الذي لا يقبل من العباد غيره (٢)، وقال الفضيل بن عياض (٣): الصراط المستقيم طريق الحج وهذا خاص والعموم أولى وأصل الصراط في كلام العرب الطريق المستقيم الذي لا اعوجاجا فيه، قاله في الديباجة.

قوله: "وعن جنبتي الصراط" أي جانبيه وجنبة الوادي جانبه وناحيته وهي بفتح النون وبسكون النون الناحية، يقال نزل فلان جنبة أي ناحية ومنه حديث عمر -رضي الله عنه-: "عليكم بالجنبة فإنها [عفاف] " قال الهروي: يقول: اجتنبوا النساء والجلوس إليهن ولا تقربوا ناحيتهن، يقال رجل ذو جنبة أي ذو اعتزال عن الناس مجتنب لهم قاله ابن الأثير (٤).

قوله: "فصراط الله هو الصراط المستقيم وصراط الشيطان الذي جعله الله لإغواء بني آدم هو الصراط المعوج" ولصراط الله شعب ولصراط الشيطان اللعين شعب، وكل شعبة من صراط الله تعالى يفضي سالكها إلى الجنة وكل شعبة من شعب الشيطان تفضي صاحبها إلى النار وإلى شعب الصراط المستقيم أشار عليه الصلاة والسلام بقوله في الحديث الصحيح


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٥٩.
(٢) تفسير القرطبي (٧/ ١٣٨).
(٣) تفسير القرطبي (١/ ١٤٧).
(٤) النهاية (١/ ٣٠٣).