للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-، تقدم.

قوله: "يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة": {فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} (١) فناسب ذكر المطر لذلك، ويوضح هذا المعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما أهلك الذين من قبلكم" "وحد يقام في الأرض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين عاما" وفي رواية "أزكى فيها من مطر أربعين يوما" وإنما كان العدل خيرا من المطر لأن المطر يحيى الأرض والعدل يحيى أهل الأرض ولأن في إقامة الحد منع الفساد في الأرض بعد إصلاحها فناسبه ذكر المطر لذلك، ويوضح هذا المعنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما هلك الذين من قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" فمنع إقامة الحد سبب هلاك الأمم، وكذلك منع المطر فيه هلاك الخلق، وأيضا المطر الدائم قد لا يكون صلاحا وأما إقامة الحد فهو صلاح محقق فكان خيرا لهم من المطر في المدة المذكورة، وخاطبهم بذلك لأن العرب لا يسترزقون إلا بالمطر المعهود كما قال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ


= وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلا عفان بن جبير، تفرد به: جعفر بن عون، ولا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد. قال ابن عساكر: هذا حديث غريب. قال الهيثمي في المجمع ٥/ ١٩٧: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه سعد أبو غيلان الشيباني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وقال في ٦/ ٢٦٣: رواه الطبراني في الأوسط، وقال: لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وفيه زريق بن السخت ولم أعرفه. وضعفه الألباني في الضعيفة (٩٨٩) و (١٥٩٥) وضعيف الترغيب (١٤٠٣).
(١) سورة الأعراف، الآية: ٥٦.