للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٥٥٧ - وَرُوِيَ عَن خباب بن الْأَرَت -رضي الله عنه- عَن رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- أَنه قَالَ إياك وَالْخمر فَإِنَّهَا تفرع الْخَطَايَا كَمَا أَن شَجَرهَا يفرع الشّجر رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَلَيْسَ فِي إِسْنَاده من ترك (١).

قوله: وعن خباب بن الأرت -رضي الله عنه- تقدم الكلام عليه.

قوله: "إياك والخمر فإنها تفرع الخطايا كما أن شجرها يفرع الشجر" قال عبد اللطيف البغدادي: معنى تفرع تطول يقال فرع فلان الرجال وفلانة النساء إذا طالهم، فمعناه: أن خطيئة شارب الخمر تطول سائر الخطايا وتعلوها وتزيد عليها كما أن شجرتها تطول سائر الشجر التي تتعلق بها وتتسلق إليها، قال: وفي الحديث معنيان لطيفان عجيبان أحدهما: تشبيه المعقول بالمحسوس وجعل الأحكام الشرعية في حكم الأعيان المرئية، والآخر: أن الخمر طريق إلى الفواحش ومحسنة لها ودرجة إلى كل خبيثة ولذلك سميت أم الخبائث، فقال: إنها مفتاح كل شر وكذلك شجرتها فإنها تتعلق بالشجر الدانية منها وتفرعها وتعلوها وتصير درجة وسلما وطريقا ومسلكا ومرقاة فشرب الخمر وصلة إلى الخطايا كما أن شجرتها وصلة إلى كل شجرة تعلوها (٢)، وقال غيره: معناه أن شجرتها إذا غرست بإزاء شجرة الزيتون أو التين ارتفعت معها وازدادت وكذلك خطيئتها تعلق جميع الخطايا يقال فرع فلان الرجل إذا طالهم، أ. هـ قاله في الديباجة.


(١) أخرجه ابن ماجه (٣٣٧٢). قال البوصيري في الزجاجة ٤/ ٣٧: هذا إسناد فيه منير بن الزبير الأزدي الشامي وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (١٤٠٩).
(٢) مصباح الزجاجة (ص ٢٤١) للسيوطي.