للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالعبادة والتسبيح والتقديس حتى تعجب منه ملائكة السماء فاشتاق إليه أهل السماء الثالثة فصعد إليهم وفعل.

كذلك فلم يزل يتقرب بالعبادة وكثرة التسبيح والتقديس حتى سمي طاووس الملائكة وعاد قريبا القدوة ونديم الحضرة وعلم بإرادة الله عز وجل وبما سبق له في غامض علمه الذي لا يعلمه سواه جميع المخلوقات في السماوات السبع والأرضين السبع وأما الزهرة فمسخت كوكبا وأما هاروت وماروت فإنهما لما علما الزهرة وإبليس الأسماء سلباها وعلما أنهما قد عصيا فسألا الله عز وجل عذاب الدنيا دون عذاب الآخرة فهما يعذبان بأرض بابل [ويعلمان] الناس السحر كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} (١) الآية، وقد عنوهما الشعراء وكذروهما في أشعارهم ونسبوا إليهما السحر ولذلك عرفت بابل بالسحر، أ. هـ قاله في تاريخ كنز الدرر وهو تاريخ مطول تسع مجلدات (٢).

تنبيه: قوله تعالى: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} (٣) إلى قوله: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (٤) روى يحيى بن أبي كثير قال: الذين قالوا


(١) سورة البقرة، الآية: ١٠٢.
(٢) كنز الدرر (١/ ٢٣٧ - ٢٤٠)
(٣) سورة البقرة، الآية: ٣٠.
(٤) سورة البقرة، الآية: ٣٠.