للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: عن أبي أمامة، اسمه: صدي بن عجلان، وتقدم الكلام على مناقبه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يرفع" الحديث، وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" (١).

قال ابن بطال (٢): معنى الحديث أن الله سبحانه وتعالى لا يهب العلم لخلقه ثم ينتزعه بعد أن تفضل به عليهم، والله يتعالى أن يسترجع ما وهب لعباده من علمه الذي يؤدي إلى معرفته والإيمان به وبرسله، وإنما يكون قبض العلم بتضييع التعلم فلا يوجد فيمن تبقى من يخلف من مضى، وقد أنذر عليه الصلاة والسلام بقبض الخير كله ولا ينطق عن الهوى، انتهى.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "العالم والمتعلم شريكان في الخير، ولا خير في سائر الناس" الحديث، أي: في بقية الناس بعد العالم والمتعلم، قاله المنذري.

قال القرطبي: هذا الحديث ليس على ظاهره فإن المستمع والمحب ليسا مما لا خير فيه، وقد ذكر أبو عمر من حديث أبي بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اغد عالمًا أو متعلمًا أو مستمعًا أو محبًّا، ولا تكن من الخامسة فتهلك" (٣)


(١) أخرجه البخاري (١٠٠) و (٧٣٠٧)، ومسلم (١٣ و ١٤ - ٢٦٧٣).
(٢) شرح الصحيح (١/ ١٧٧).
(٣) أخرجه البزار (٣٦٢٦)، والطحاوى في مشكل الآثار (٦١١٦)، والدينورى في المجالسة (١٨٩٣)، والطبراني في الأوسط (٥/ ٢٣١ رقم ٥١٧١) والصغير (٢/ ٦٣ رقم ٧٨٦) =