للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يَقُولُ الْمَرْءُ: فَائِدَتِي وَمَالِي ... وَتَقْوَى اللهِ أَفْضَلُ مَا اسْتَفَادَا (١)

وكان أبو الدرداء - رضي الله عنه - في آخر عمره يقول (٢): أدركت الناس ورقا لا شوك فيه فأصبحوا شوكا بلا ورق، قاله في الديباجة.

١٢٨ - وَعَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - إِن مثل الْعلمَاء فِي الأرْض كَمثل النُّجُوم يهتدى بهَا فِي ظلمات الْبر وَالْبَحْر فَإِذا انطمست النُّجُوم أوشك أَن تضل الهداة رَوَاهُ أَحْمد عَن أبي حَفْص صَاحب أنس عَنهُ وَلم أعرفهُ وَفِيه رشدين أَيْضًا (٣).

قوله: عن أنس، تقدم الكلام على مناقبه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن العلماء في الأرض كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة"، قوله في هذا الحديث: "أوشك" معناها أسارع، مثل النبي - صلى الله عليه وسلم - حملة العلم الذي جاء به بالنجوم التي يهتدى بها في الظلمات فما دام العلم باقيًا فالناس في هدى، وبقاء العلم بقاء حملته، فإذا ذهب حملته ومن يقوم به وقع الناس في الضلال كما في


(١) الاستيعاب (٤/ ١٦٤٨)، وسير السلف (١/ ٥٥٧).
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في مداراة الناس (١٣) والإشراف (٢٥٢).
(٣) أخرجه أحمد ٣/ ١٥٧ (١٢٦٠٠)، والآجرى في أخلاق العلماء (ص ٢٨ - ٢٩)، والرامهرمزي في الأمثال (ص ٨٧)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (٢/ ٧٠). وقال الهيثمى في المجمع (١/ ١٢١). رواه أحمد، وفيه رشدين بن سعد، واختلف في الاحتجاج به، وأبو حفص صاحب أنس مجهول. والله أعلم. وضعفه الألباني في الضعيفة (٥٨٧٤) وضعيف الترغيب (٦٠).