قوله: وعن خزيمة بن ثابت الصحابي -رضي الله عنه- هو أبو عمارة خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة [بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس] الأنصاري الأوسي الخطمي المدني، شهد خزيمة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدرًا وما بعدها من المشاهد، وكان خزيمة وعمير بن عدي يكسران أصنام بني خطمة وكان راية بني خطمة بيده يوم فتح مكة وشهد مع علي الجمل وصفين ولم يقاتل فيهما فلما قتل ابن ياسر بصفين قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"تقتل عمار الفئة الباغية" فسل سيفه وقاتل حتى قتل، وكانت صفين سنة سبع وثلاثين، روى له عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمانية وثلاثون حديثا، ومن أجل مناقبه أن رسول الله جعل شهادته كشهادة رجلين فكان يسمى ذا الشهادتين، وروينا في صحيح البخاري عن زيد بن ثابت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جعل شهادة خزيمة بن ثابت بشهادة رجلين قاله النووي (١).
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يستحي من الحق ثلاث مرات" الاستحياء ينشأ عنه الترك لأن من استحيى من شيء ترك فعله، فقوله:"إن الله لايستحي من الحق" أي لا يترك السؤال عن الحق الذي أوجبه علينا وإذا كان الله تعالى لا يترك السؤال عنه وجب على المكلف السؤال عن كيفية أداء الواجبات والله أعلم.
قوله:"لا تأتوا النساء في أدبارهن" وفي حديث جابر الذي بعده: "لا تأتوا النساء في محاشهن" جمع محشة وهي الدبر قاله المنذري، وقال الأزهري: المحاس بالسين المهملة، كنى بالمحاش عن الأدبار كما يكنى بالمحشوش
(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٧٥ - ١٧٦ ترجمة ١٤٦).