للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الناس الخير نودي في السموات عظيمًا" (١) وبهذا تواطأت الأخبار ونقلت الأمة خلفا عن خلف، أعني: تعظيم العالم ورفع منزلته على غيره إذ أنه ليس بعد درجة الأنبياء إلا درجتهم ثم بعد درجتهم درجة الشهداء، وقد جاء في الحديث الذي خرجه الحافظ أبو نعيم في كتاب رياضة المتعلمين بإسناده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء" (٢) زاد غير أبي نعيم: "فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء" (٣) وقد روي هذا عن الحسن البصري من قوله وهو أشبه، وهذا بيّنٌ؛ لأن دم الشهداء إنما هو في ساعة من نهار أو ساعات ثم انفصل الأمر فيه إلى إحدى الحسنين، ومداد


(١) ذكره ابن الحاج في المدخل (١/ ١٢١).
(٢) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (١٥٣) عن أبي الدرداء.
(٣) أخرجه ابن عمشليق في جزئه (١٤) من حديث عمران بن حصين. وأخرجه ابن الجوزى في العلل المتناهية (٨٣) من حديث ابن عمر. وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ١٧٩ و ٢/ ٢٧٦) وابن الجوزى (٨٤) من حديث عبد الله بن عمرو. والسهمى في تاريخ جرجان (ص ٩٢) و (ص ٢٢٢)، وابن الجوزى (٨٥) من حديث النعمان بن بشير. قال ابن الجوزى عن حديث ابن عمر: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال الخطيب: رجاله كلهم ثقات غير محمد بن الحسن ونراه مما صنعت يداه. وقال عن حديث ابن عمرو: وهذا لا يصح، قال أحمد بن حنبل: محمد بن يزيد الواسطي لا يروي عن عبد الرحمن بن زياد شيئا وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات.
وقال عن حديث النعمان: هذا لا يصح أما هارون بن عنترة، قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به يروي المناكير التي يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها ويعقوب القمي ضعيف. وضعفه الألباني في الضعيفة (٤٨٣٢).