للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العلماء هو وظيفة العمر ليلًا ونهارًا (١)، ومما أنشده الأديب أبو الحسن علي بن أحمد الفنجكردي لنفسه (٢):

مِدَادُ الْفَقِيهِ عَلَى ثَوْبِهِ ... أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ الْغَالِيهْ

وَمَنْ طَلَبَ الْفِقْهَ ثُمَّ الْحَدِيثَ ... فَإِنَّ لَهُ هِمًّةً عَالِيَهْ

وَلَوْ تَشْتَرِي النَّاسُ هَذِي الْعُلُومَ ... بِأَرْوَاحِهِمْ لَمْ تَكُنْ غَالِيَهْ

وقال علي - رضي الله عنه -: العالم أعظم أجرًا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلمت ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء إلى يوم القيامة (٣).

وقال الفضيل بن عياض: لو أن أهل العلم أكرموا أنفسهم وشحوا على دينهم وأعزوا العلم وصانوه وأنزلوه حيث أنزله الله تعالى لخضعت لهم رقاب الجبابرة وانقاد لهم الناس وكانوا لهم تبعًا وعز الإسلام وأهله ولكنهم ذلوا أنفسهم ولم يبالوا بما نقص من دينهم إذا سلمت لهم دنياهم


(١) المدخل (١/ ٦٨).
(٢) النكت على مقدمة ابن الصلاح (٣/ ٥٩١)، وفتح المغيث (٣/ ٩٧). وأما الفنجكردى فهو: الأديب أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الفنجكردي من أهل نيسابور، وفنجكرد من قراها. قال السمعانى: هو الأستاذ البارع، صاحب النظم والنثر الجاريين في سلك السلامة الباقيين معه على هرمه وطعنه في السن على كمال الطراوة. قرأ أصول اللغة على أبي يوسف يعقوب بن أحمد الأديب، وغيره، وأحكمها وتخرج فيها. وكان سليم النفس، أمين الجنب، عفيفا، خفيفا، طريف المحاورة، قاضيا للحقوق، محمود الأحوال، مرضي السيرة، حسن الاعتقاد، مكبا على الاستفادة والإفادة، مشتغلا بنفسه، أصابته علة أزمنته ومنعته الخروج. انظر: التحبير (١/ ٥٦٢) والمنتخب من شيوخ السمعانى (١٢٢٥).
(٣) أخرجه الخطيب في الجامع (٣٤٧)، وعياض في الإلماع (ص ٤٨).