للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وبذلوا علمهم لأبناء الدنيا ليصيبوا بذلك ما في أيدي الناس فذلوا وهانوا على الناس (١).

وكان يحيى بن معاذ الرازي يقول لعلماء الدنيا: يا أصحاب العلم قصوركم قيصرية وبيوتكم كسرية وأبوابكم ظاهرية وأخفافكم جالوتية ومراكبكم قارونية وأوانيكم فرعونية وموائدكم جاهلية ومذاهبكم سلطانية، فأين المحمدية (٢)؟ قاله في حياة الحيوان. وقال يحيى بن معين: من عاجل الرياسة فاته كثير من العلم، وقيل: إن السيادة تحصل بالعلم وكلما زاد العلم زادت السيادة.

قوله: تسودوا بفتح الواو المشدد مشتقا من السويد الذي من السياد، قاله الكرماني (٣). وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: عليكم بالعلم فوالذي نفسي بيده ليودن رجال قتلوا في سبيل الله شهداء أن يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامتهم، وإن أحدًا لم يولد عالمًا، وإنما العلم بالتعلم (٤).

وقال أبو الأسود: ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك (٥).


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٨/ ٩٢).
(٢) إحياء علوم الدين (١/ ٦١)، وحياة الحيوان (١/ ٥٠٤).
(٣) الكواكب الدراري (٢/ ٤١).
(٤) ذكره بتمامه الغزالى في الإحياء (١/ ٨). وأخرج قوله وإن أحدا إلى آخره، وكيع في الزهد (٥١٨)، وابن أبي شيبة (٢٦١٢٣ و ٢٦١٢٤)، وأحمد في الزهد (٨٩٩).
(٥) أخرجه أبو هلال العسكرى في الحث على طلب العلم (ص ٥٢ - ٥٣)، وأبو الحسين الطيورى في الطيوريات (٥٠٤).