للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طلاقها في غير كنهه" أي في غير أن تبلغ من الأذى إلى الغاية التي تعذر في سؤال الطلاق معها قاله المنذري فالمعاهد يدخل فيه الذمي والمستأمن فلا يقتل المستأمن الأبعد عوده إلى مأمنه وفي هذا الحديث تعظيم تحريم الغدر وأن من عقد له ذمة أو أمنه مسلم عصم دمه وماله وكذلك يحرم ظلمه وأذاه إلا ما وردت به السنة في إهانته في أخذ الجزية وفي أبي داود: "من ظلم ذميا أو انتقصه كنت حجيجه يوم القيامة" وفيه دليل على أن المسلم لا يقتل بالذمي إذ لو كان لذكر للتنفير ولكن سبيله سبيل الذنب الكبير المتوعد عليه.

قوله: "لم يرح رائحة الجنة" أي لم يشم ريحها وان ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما" رواه البخاري في الجزية والديات (١) وفي حديث آخر: "من قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله -صلى الله عليه وسلم- لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما" رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح (٢) ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة يرفعه: "من قتل نفسا [معاهدة] بغير حقها لم يرح [رائحة الجنة] وإن ريح الجنة ليوجد من مسيرة [مائة] عام" (٣)، وفي حديث آخر: "يوجد من مسيرة ألف [عام لا] يجده عاق ولا قاطع رحم" (٤) قال في حدائق


(١) أخرجه البخاري (٣١٦٦) و (٦٩١٤) عن عبد الله بن عمرو.
(٢) أخرجه الترمذي (١٤٠٣). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٣) أخرجه الطبراني في الأوسط (١/ ٢٠٦ - ٢٠٧ رقم ٦٦٣)، و (٨/ ٧٦ رقم ٨٠١١). وقال الهيثمي في المجمع ٦/ ٢٩٤: رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد بن القاسم ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير معلل بن نفيل وهو ثقة.
(٤) أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ١٨ رقم ٥٦٦٤). قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أحمد بن محمد بن طريف. وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ١٤٩: =