للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكن كان تحريم الجنة المرتفعة القدر من بين الجنان أو المنع من دخول الجنة في أول الأمر إلى أن يعذب بالنار لأنه إذا وقع العرض دخل قوم الجنة وقوم إلى النار أ. هـ قاله في [كشف المشكل] (١).

وقال بعض العلماء في قوله: "حرمت عليه الجنة" فإن قيل: المؤمن لا بد أن يدخل عاقبة أمره الجنة وإن كان صاحب الكبائر؟ قلت: معناه حرمت عليه قبل دخوله النار أو جنة خاصة لأن الجنان كثيرة أو هو من باب التغليظ أو إذا كان مستحلا للقتل أو التحريم جزاؤه، وقد يعفى عنه أو هو مقدر بمشيئة الله (٢) أ. هـ.

فهذا الوعيد إن حمل على ظاهره خص به من فعل ذلك مستحلا [فلذلك حرمت الجنة] وإلا فالمؤمن لا يخلد في النار ولعل حرم عليه في أول الأمر ليذوق وباله بإدخاله النار ثم ينجيه منها بفضله ورحمته وقيل: يحتمل أنه كان كافرا أو راتد من الجراحة والله أعلم فيحمل على تحريم الجنة قبل أن يعذب أو على تحريمها عليه حين يدخلها السابقون والأبرار إذا فتحت أبوابها لهم أو يطيل حسابه أو يحبس في الأعراف هذا كلام القاضي قال النووي: ويحتمل أن شرع أهل ذلك العصر تكفير أصحاب الكبائر (٣).

قوله: في الرواية الأخرى: "فأخذ سكينا فجز بها يده فما رقا الدم حتى مات" وجز يده أي قطعها أو بعضها.


(١) كشف المشكل (٢/ ٤٦) لابن الجوزي.
(٢) الكواكب الدرارى (٧/ ١٤١).
(٣) شرح النووي على مسلم (٢/ ١٢٧).