للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} وهو دليل على تعظيمه وتفضيله على الجهاد ويشهد لذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل يريد الجهاد فقال: ألك أبوان قال: نعم قال: كيف تركتهما قال: تركتهما يبكيان قال: "ارجع فأضحكما كما أبكيتهما وبر الوالدين" قيل: إنه مأخوذ من البر لسعته، والمعنى: أنه ينبغي أن يحسن إلى أبويه إحسانا واسعا كسعة البر، ولا شك أن أذاهما بغير ما يجب ممنوع ففي هذا الحديث أن بر الوالدين أفضل من الجهاد في سبيله وفضل الجهاد لا ينحصر فما أعلاها من مرتبة والله أعلم (١).

لطيفة: روى أن موسى عليه الصلاة والسلام لما كلمه ربه رأى رجلا قائما عند ساق العرش فتعجب من علو مكانه فقال يا رب بما بلغ هذا العبد هذا المحل فقال إنه كان لا يحسد عبدا من عبادي على ما آتيته وكان بارا بوالديه (٢) أ. هـ ذكره القشيري.

تنبيه: قال أهل اللغة يقال بررت والدي الراء أبره بضم الراء مع فتح الباء برا وأنا بر به بفتح الباء وبار وجمع البر الأبرار وجمع البار البررة، أ. انتهى.

قوله: قلت: ثم أي الجهاد في سبيل الله فيه دليل على تأكد الجهاد ومزيد فضله وأنه فضل مما سواه من بقية فروض الكفايات وفروض الأعيان كالزكاة والحج، وهذا قد يشكل بما نص عليه الإمام الشافعي أن فروض العين أفضل من فروض الكفاية فإنه ذكر أنه لو كان في الطواف وحضرت صلاة الجنازة لم يقطع الطواف لئلا يقطع فرض العين لفرض


(١) حدائق الأولياء (١/ ٥١٣).
(٢) الرسالة (١/ ٢٨٩)، والأسنى في أسماء الله الحسنى (١/ ٣٣٥).