للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: أن رجلًا قال ليعقوب - عَلَيْهِ السَّلَام - ما الذي أذهب بصرك وحنى ظهرك؟ الحديث، هو: يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - عَلَيْهِ السَّلَام - وتوفي بمصر وله من العمر مائة سنة وسبع وأربعون سنة وحمله يوسف - عَلَيْهِ السَّلَام - ودفنه عند قبر أبيه إسحاق ولم تزل النبوءة والملك متصلين بالشام ونواحيها في ولد إسرائيل بن إسحاق إلى أن أزال الملك عنهم بخت نصر الفارسي ثم الروم من بعده وكان آخر نبيا بني إسرائيل يحيى وزكريا عليهم السَّلام (١).

وقوله: "حنى ظهرك" الحديث حنى الظهر هو تقويسه.

قوله: "أما الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف" الحديث.

فائدة: عن الحسن أنه بكى على ولده أو غيره، فقيل له في ذلك فقال ما رأيت اللّه جعل الحزن عارًا على يعقوب (٢).

قيل: ما جفت عينا يعقوب - عَلَيْهِ السَّلَام - من وقت فراق يوسف - عَلَيْهِ السَّلَام - إلى حين لقائه ثمانين عاما وما على وجه الأرض أكرم على اللّه من يعقوب - عَلَيْهِ السَّلَام - (٣).

سؤال: إن قيل كم ينقسم البكاء؟ قيل: البكاء على ثلاثة أوجه من اللّه وعلى اللّه وإلى اللّه فالبكاء من اللّه هو من توبيخه وتهديده والبكاء إليه من شوقه ومحبته والبكاء عليه من خوف الفراق ويقال البكاء على عشرة وجوه: بكاء الحياء لآدم ثم بكاء الذنوب لداود وبكاء الحزن ليحيى وبكاء الوحشة


(١) كنز الدرر (٢/ ٢١٨ - ٢١٩).
(٢) الكشاف (٢/ ٤٩٨).
(٣) الكشاف (٢/ ٤٩٧).