للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ليعقوب - عَلَيْهِ السَّلَام - وبكاء الشوق لعشيب بكى حتى ذهب بصره مرتين وبكاء الحزن للصحابة - رضي الله عنهم - لقوله تعالى: {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا} (١) ولقوله تعالى: {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} (٢) الآية، وبكاء الخشة: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} (٣)، وبكاء الإجلال قوله: {خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} (٤) والبكاء على الأموات، قاله ابن العماد في كتابه كشف الأسرار (٥).

سؤال: فإن قيل: ما الحكمة في أن اللّه تعالى فرق بين يوسف وأبيه؟ الجواب عنه من وجوه: أحدها: أنه فرقه منه لميله إليه ومحبته له، والمحنة تورث المحبة، والثاني: قيل: لم يرض اللّه منه اختيار بعض ولده على بعض فلما لم يعدل في التسوية بينهم فرقه منه، وقد روى إنما وقعت له [المصيبة] لأنه أراد أن يبيع جارية لها ولد ففرق اللّه بينه وبين ولده جزاء لذلك، وقيل: لأنه استطعمه فقير فلم يطعمه فانصرف حزينا فابتلاه اللّه تعالى جهذه الأحزان ويقال: لأن يعقوب استعان بغير اللّه وسلم يوسف إلى غير اللّه فأورثه ما أورثه ويقال إنه ذبح جزيا بين يدي أمه فلم يرض اللّه ذلك منه وأراه دما بدم وفرقه بفرقة وحرقة بحرقة، الثالث: أنه كان يصلي ذات ليلة ويوسف كان بين يديه قائما فالتفت إليه في


(١) سورة التوبة، الآية: ٩٢.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٨٣.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ١٠٩.
(٤) سورة مريم، الآية: ٥٨.
(٥) كشف الأسرار عما خفى من الأفكار (لوحة رقم ٣٦).