للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصلاة ثم كرر الالتفات إليه محبته له فقال اللّه تعالى: "ملائكتي صفيي وابن خليلي قائم بين يدي فالتفت إلى غيري فوعزتي لآخذن منه فأنظر إليه ولآخذن منه العينين اللتين نظر بهما إليه"؛ الرابع: أن كلّ من يدعي محبة ثم يحب سواه أنه يبتليه به ألا ترى أنَّ آدم - عَلَيْهِ السَّلَام - كان في بسام المحبة ونظر إلى الجنة فأخرجه منها وكذلك قال نوح: {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} (١) فحال بينهما وإبراهيم اتخذه خليلًا فنظر إلى ابنه فأمره بذبحه، والمصطفى - صلى الله عليه وسلم - لما سئل: من تحب: قال: "عائشة" فابتلي بالغيرة حتى قيل ما قيل إلى أن برأها اللّه تعالى مما فريت به، فكذلك يعقوب لما كان صادقا في الدعوى في المحبة ثم التفت إلى ابنه فرق اللّه تعالى بينهما وابتلاه به، ذكره النعيمي.

سؤال آخر: ما الحكمة في ميل يعقوب إلى يوسف من دون إخوته؟ قيل: قال بعضهم: لأنه كان يتيما من الأم فترحم عليه، وقيل: لأن اللّه تعالى أراد بابتلاءه فحببه إليه في قلبه ثم غيبه عن عينه ليكون البلاء أشد عليه لأنه لا كي أشد من كي الولد، ألا ترى أن نوحًا - عَلَيْهِ السَّلَام - دعا على الكفار فأغرقهم اللّه تعالى فلم يحترق قلبه فلما بلغ الغرق إلى ابنه صاح وقال: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} (٢) ويقال مال إليه لحسن صورته ويقال: لأن اللّه تعالى أراد ابتلاء يوسف، وفي الخبر أن الملك قال ليوسف إني أحبك فقال: لا تحبني فإن والدي أحبني فوقعت في العبودية بسببه وزليخا أحبتني فوقعت في السجن ومن أحبني يصيبني منه محنة.


(١) سورة هود، الآية: ١٥.
(٢) سورة هود، الآية: ١٥.