للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسند عبد بن حميد وهي في البخاري وغيره "لأخيه" من غير شك، قال العُلماء: معناه: لا يؤمن الإيمان التام وإلا فالأصل الإيمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة، والمراد يحب لأخيه من الطاعات والأشياء المباحات ويدل عليه ما جاء في رواية النسائي في هذا الحديث: "حتى يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه" (١) أ. هـ.

وأما معنى الحديث فمقصوده ائتلاف قلوب الناس وانتظام أحوالهم وهي قاعدة الإسلام الكبرى التي أوصى اللّه عَزَّ وَجَلَّ بقوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} مهو (٢) وبيان ذلك أنه إذا أحب كلّ واحد من الناس لباقيهم ما يحب لنفسه أحسن إليهم ولم يؤذهم لأنه هو يحب لنفسه أن يحسن إليه ولا يؤذي، وإذا أحسن إليهم ولم يؤذهم أحبوه فتسرى بذك المحبة بين الناس ويسريان المحبة بينهم يسري الخير ويرتفع الشر وبذلك ينتظم أمر المعاش والمعاد وتصلح أحوال العباد، أ. هـ، ذكره الطوفي في شرح الأربعين النواوية (٣).

٣٨٥٩ - وَرُوِيَ عَن كَعْب بن مَالك - رضي الله عنه - قَالَ أَتَى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - رجل فَقَالَ يَا رَسُول اللّه إِنِّي نزلت فِي محلّة بني فلَان وَإِن أَشَّدهم إِلَيَّ أَذَى أقربهم لي جوارا فَبعث رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - أَبَا بكر وَعمر وعليا - رضي الله عنهم - يأْتونَ الْمَسْجِد فَيقومُونَ على


(١) شرح النووي على مسلم (٢/ ١٦).
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٠٣.
(٣) التعيين (ص ١٢٤ - ١٢٥).