للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن الأثير في النهاية (١): وأصله من نبط الماء ينبط إذا نبع وانبط الحفار بلغ الماء في البئر، والاستنباط الاستخراج، ومنه الحديث: "ورجل ارتبط فرسا ليستنبطها" أي يطلب نسلها ونتاجها، وفي رواية: "يستبطنها" أي يطلب ما في بطنها، ومعنى قوله: "ينبط علمًا" أي: يظهره ويفشيه. انتهى.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من خارج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع" الحديث، أي: فرشت لتكون تحت أقدامه إذا مشى، قاله في النهاية (٢)، وقال في موضع آخر: أي: تضعها لتكون وطاءً له إذا مشى (٣)، وقيل: أراد بوضع الأجنحة نزولهم عند مجالس العلم وترك الطيران، وقيل: أراد به إظلالهم بها، ومنه الحديث الآخر: "تظلهم الطير بأجنحتها" وجناح الطير يده، انتهى.

وقال أبو نصر عن معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وضعت له الملائكة أجنحتها" قال: يحتمل أن المراد بذلك إسراع الملائكة في صحبته، لأن ذا الجناح يسرع في طيرانه، وهكذا كما قالت امرأة أعرابية:

فلو أن ذا ود يطير لوده ... لطرت إليه حيث كان من الأرض

ولكن جناحي قص عن إثر وده ... فما لي من بسط إليه ولا قبض

أرادت بذلك الإسراع في مرضات لغاية، وشبهت بذلك فعل الطائر من


(١) النهاية (٥/ ٨).
(٢) النهاية (٥/ ١٩٧).
(٣) النهاية (١/ ٣٠٥).