للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بسط جناحه، وقد قيل: هو كناية عن التواضع، يعني: الملائكة يتواضعون له كما قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} (١)، أراد بذكر الجناح: التواضع، وكذلك هاهنا ذكره أبو الليث السمرقندي في كتابه النوازل (٢).

وقيل: يكنو بها عن الطيران إليه لتسمع العلم على ما جاء في حديث أبي هريرة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وحفتهم الملائكة" أي: أطافوا حولهم، وقيل: تكف عن الطيران توقيرًا لطالب العلم وتعظيما له، وقيل: تبسط أجنحتها له (تبسطها بالدعاء) كما قيل في الحديث: "وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض" والاستغفار من الملائكة بمعنى الدعاء، وقال: في أجنحتهم الخبر على ظاهره أنهم يبسطون أجنحتهم حتى يمرون عليها إلا أن جناحهم لا يحول بين قدميه وبين الأرض لأنهم خلقوا من الثور فليس لهم جسم كثيف وإنما لهم جسم لطيف (٣).

تتمة: قال الشيخ محي الدين النووي في كتابه بستان العارفين (٤): أخبرنا الحافظ عبد القادر الرهاوي فذكر السند إلى أن قال: سمعت أبا يحيى السَّاجي رحمه الله قال: كنا نمشي في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين فأسرعنا المشي وكان معنا رجل ماجن، فقال: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة


(١) سورة الإسراء، الآية: ٢٤.
(٢) انظر معالم السنن (١/ ٦١) و (٤/ ١٨٣).
(٣) انظر المجموع المغيث (١/ ٢٦٢ - ٢٦٣).
(٤) بستان العارفين (ص ٤٩ - ٥١).