للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الملائكة لا تكسروها كالمستهزئ في قوله: فما زال في موضعه حتى جفت رجلاه وسقط، قال الحافظ عبد القادر الرهاوي: إسناد هذا الحديث أو قال هذه الحكاية كالأخذ باليدين أو كرأى العين لأن رواتها أعلام أئمة، وذكر النووي أيضًا في الكتاب المذكور فذكر السند إلى أن قال: سمعت أبا داود السجستاني يقول: كان في أصحاب الحديث رجل خليع إلى أن سمع بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع" فجعل في نعليه مسامير حديد وقال: أريد أن أطأ أجنحة الملائكة فأصابته الأكلة في رجليه (١)، وذكر الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي في كتابه شرح صحيح مسلم هذه الحكاية فقال فيها: وشلت يداه ورجلاه وسائر أعضائه، ورأيت في بعض الروايات أنه تفسخت بنيته؟ قوله: وشلت رجلاه ويداه، أي: يبست ووقفت حركتها، وهو: بفتح الشين على اللغة الفصيحة، وفيها لغة أخرى بضمها، والله أعلم، وقال النووي: وفي هذا المعنى ما وجد في زماننا هذا وتواترت الأخبار به وثبت عند القضاة أن رجلا ببلاد بصرى في أوائل سنة خمس وستين وستمائة كان سيئ الاعتقاد في أهل الخير، وله ابن يعتقد فيهم، فجاء ابنه من عند شيخ صاله ومعه مسواك، فقال لابنه: ما الذي أعطاك شيخك؟ قال: هذا المسواك، قال: فأخذ المسواك وأدخله في دبره احتقارًا له، فبقي مدة، ثم ولد ذلك الرجل الذي استدخل المسواك جروا قريب الشبه بالسمكة فقتله ثم مات


(١) إسناده صحيح. وانظر مشيخة الرازي (ص ٢١٠)، وملء العيبة (٢/ ٣٣٥).