للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - تقدم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه" الحديث.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنه يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله" الأكثرون على أن حق بمعنى المتأكد [الاستحباب] عليه، وفيه أحاديث كثيرة، وقد أجمع المسلمون على الضيافة أنها من متأكدات الإسلام قال في المفهم (١): حتى أن من تركها [يذم] عرفا فنحن وإن لم نقل أنها واجبة شرعا فهي متعينة لما يحصل منها من المصالح ويندفع بها من المضار عادة وعرفا. فقوله: "ليلة الضيف حق" الحديث جعلها حقا من طريق المعروف والمروءة ولم يزل قرى الضيف من شيم الكرام ومنع القرى مذموم (٢) ومنه الحديث أيما رجل أضاف قوما فأصبح محروما فإن نصره حق على كلّ مسلم، الحديث قال الخطابي (٣): يشبه أن يكون هذا في المضطر الذي يخاف على نفسه التلف ولا يجد ما يأكله فله أن يتناول من مال أخيه المسلم بقدر حاجته الضرورية وقد اختلف الفقهاء في حكم ما يأكله هل يلزمه في مقابلته شيء أم لا فقال بعضهم على الضمان وتقدم الكلام على ذلك في غير هذا الحديث، قال العُلماء: فله أن يأخذ بقدر قراه عوضا مما أحرموه من القرى وهذا في


(١) المفهم (١٦/ ١٠٧ - ١٠٨).
(٢) معالم السنن (٤/ ٢٣٨).
(٣) المصدر السابق (٤/ ٢٣٩)، وعنه ابن الأثير في النهاية (١/ ٤١٤).