للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فتحمل الأحاديث المطلقة عليه واللّه أعلم (١).

تنبيه: وقد اختلف العُلماء - رضي الله عنهم - في أطيب المكاسب وأفضلها فقيل: التجارة وقيل: الصنعة باليد وقيل الزراعة وهو الصحيح (٢).

مسألة: أوصي للمتوكلين أفتى ابن عباس - رضي الله عنهما - بأن ذلك يصرف للزارع فإنهم يحرثون ويضعون البر فهم متوكلون على اللّه تعالي، ويدل له ما روي البيهقي في الشعب والعسكري في الأمثال أن عمر بن الخطاب لقي ناسا من أهل اليمن فقال: من أنتم؟ فقال: متوكلون، فقال: كذبتم، فقال: إنما المتوكلون رجل ألقى حبه في التراب وتوكل على رب الأرباب، وبهذا أفتى بعض فقهاء بيت المقدس قديما، وقال الرافعي والنووي في تفصيل بعض الأكساب على بعض احتج من فضل الزراعة بأنها أقرب إلى التوكل، وفي الشعب أيضًا عن عمرو بن أمية الضمري أنه قال: قلت يا رسول اللّه أرسل ناقتي وأتوكل قال: "أعقلها وتوكل" (٣) انتهى.

لطيفة: قال الحليمي: يستحب لكل من ألقى في الأرض بذرا أن يقرأ بعد الاستعاذة: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤)} (٤) الآية، ثم يقول اللّه الزارع والمنبت والمبلغ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارزقنا ثمره وجنبنا ضرره واجعلنا لأنعمك من الشاكرين (٥). أ. هـ.


(١) جامع العلوم والحكم (٢/ ٦٩٦ - ٦٩٧).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٠/ ٢١٣).
(٣) حياة الحيوان (٢/ ١٣٦ - ١٣٧).
(٤) سورة الواقعة، الآية: ٦٣ - ٦٤.
(٥) حياة الحيوان (٢/ ١٣٧).