للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إذا كان الكرم الجمع وكثرة الخير فهو حقيقة عند يوسف لأنه جمع مكارم الأخلاق التي تستحقها الأنبياء إلى كرم شرف النبوءة وعمل الخير وعلم الرؤيا وغيره من العلوم وشرف رياسة الدنيا وكونه على خزائن الأرض وشرف النسب وكونه رابع أربعة في النبوة فبالحقيقة أن يحصر كرمه فإنما النبي - صلى الله عليه وسلم - ينفي ذلك عن غيره، أ. هـ قاله عياض (١).

فالكريم الذي كرم نفسه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه عز وجل (٢)، قال ابن الأثير: الكريم المطلق هو الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه والكريم الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل وسمي يوسف كريما لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورياسة الدنيا والدين فهو نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي رابع أربعة في النبوة (٣)، أ. هـ.

تنبيه: والابن الأول [مرفوع] والثاني والثالث والرابع مجرورات لكل كل منها صفة للمجرور وهو المضاف إليه الابن قاله في شرح مشارق الأنوار.

قوله: "قالوا: فما في أمتك سيد؟ فقال: "بلى، رجل أعطي مالا ورزق سماحة وأدنى الفقير وقلت شكاته في الناس، الحديث، أدنى الفقير: معناه قربه والدنو القرب، وقلت شكاته في الناس أي قل [شكاويه]، وتقدم معنى السماحة.


(١) مشارق الأنوار (١/ ٣٢٩).
(٢) النهاية (٤/ ١٦٨).
(٣) النهاية (٤/ ١٦٦ - ١٦٧).