للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لكسب الدنيا طريقًا، قال الخطابي رحمه الله كلامًا معناه: أن العلماء كانوا ورثة الأنبياء، وما ورثوا عن الأنبياء تعليم الناس كيفية الإحسان إلى كل شيء، ألهم الله تعالى الأشياء الاستغفار للعلماء مكافأة لهم على ذلك، فمن ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف البحر" (١).

لطيفة: قال القشيري: يقال إن سليمان عليه الصلاة والسلام سأل الله تعالى أن يأذن له أن يضيف يوما جميع الحيوانات فأذن له فأخذ سليمان في جمع الطعام مدة طويلة فأرسل الله تعالى حوتًا واحدًا من البحر فأكل كل ما جمعه سليمان عليه الصلاة والسلام في تلك المدة، ثم استزاده فقال سليمان عَلِيْه السَّلام: لم يبق لي شيء، وقال له: أنت تأكل كل يوم مثل هذا، فقال: رزقي كل يوم ثلاثة أضعاف هذا، ولكن الله لم يطعمني اليوم إلا ما أطعمتني أنت، فليتك لم تضفني فإني بقيت اليوم جائعًا حين كنت ضيفك (٢).

أعجوبة: روى الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في "كتاب المتفق والمفترق" (٣) في ترجمة أسامة بن زيد التنوخي أنه ولي خراج مصر للوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان وهو الذي بني مقياس النيل العتيق الذي بجزيرة فسطاط مصر، ذكره ابن يونس في تاريخه، ثم روى الخطيب في


(١) معالم السنن للخطابي ٤/ ١٨٣.
(٢) حياة الحيوان للدميري (١/ ٣٨٠).
(٣) (١/ ١٥٣).