بالإجماع وقال صاحب العوارف روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال:"أدبني ربي فأحسن تأديبي" فالأدب اجتماع تهذيب الظاهر والباطن وإذا تهذب ظاهر العبد بواطنه صار صوفيا إدبيا ومنه المأدبة وهو الطعام الذي يجتمع عليه الناس، وسميت مأدبة لاجتماعها على أشياء ولا يتكامل الأدب في العبد إلا بتكامل الأخلاق ومكارم الأخلاق مجموعها من تحسين الخلق والأصح أن تبديل الأخلاق ممكن مقدور عليه، وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"حسنوا أخلاقكم" والأدب ثلاثة أنواع أدب مع الله وأدب مع رسوله وشرعه وأدب مع خلقه، فالأدب مع الله ثلاثة أنواع أحدها: صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة، والثاني: صيانة قلبك أن يلتفت إلى غيره، الثالث: صيانة إرادتك أن تتعلق بما يمقتك عليه قال أبو علي الدقاق العبد يصل بطاعة الله إلى الجنة ويصل بأدبه في طاعته إلى الله، وقال أبو علي: من صحب الملوك بغير أدب أسلمه الجهل إلى القتل، وقال أبو علي: ترك الأدب يوجب الطرد فمن أساء الأدب على البساط طرد إلى الباب ومن أساء الأدب على الباب رد إلى سياسة الدواب، وقال يحيى بن معاذ: من تأدب بأدب الله صار من أهل محبة الله، وقال ابن المبارك: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم، قال أبو نصر السراج رحمه الله: الناس في الأدب على ثلاث طبقات أما أهل الدنيا فأكثر آدابهم في الفصاحة والبلاغة وحفظ العلوم وأسماء الملوك وأشعار العرب، وأما أهل الدين فأكثر آدابهم في رياضة النفوس وتأديب الجوارح وحفظ الحدود وترك الشهوات وأما أهل الخصوصية فأكثر آدابهم في طهارة القلوب ومراعاة الأسرار والوفاء